السبت، 24 ديسمبر 2011

في لحظة النسيان أذكرك


في لحظة النسيان أذكرك



بقلم: رقية النبهانية
25 \ 12 \ 2011 م          (( من خيالي الواسع..أكتب هذا))
كانت ريم تجلس على الكرسي والطاولة وتنظر من النافذة التي تطل على البحر الواسع الكبير..تتأمل فيه لدقائق طويل وتقول في نفسها: أتمنى أن أصبح مثلك يا بحر..كبيرة جدًا مهما حدث لي لا يمكن أن أتغير.. فتسمع بعد تفكير وصمت طويل صوت هاتفي النقال.."أحبابي لا يتركوني عبارة كنت أقولها في الماضي"..فتنظر إلى الهاتف "حبيبي" يتصل بك.. وقفت لدقيقة تنظر إلى الهاتف ولم تستطيع التحرك.. جسدها تجمد كله..لم تعد تستطيع الحركة أبدًا..
[كيف له أن يتصل..؟ ولقد قال لي :( أمسحي رقمي ولا أريد أن أركِ مره أخرى).. نعم لقد قال لي هذا..ولماذا أنا لم أمسح رقمه. لم أعرف ماذا أفعل.. لقد ضعت في التفكير..إلى أن أقرر أرد أم لا أنقطع الاتصال .. وبعد دقيقتين رجع يتصل مره أخرى..]
قررت أن ترد عليه .. وتعرف لماذا يتصل بها بعد غياب طويل منذ أشهر من انقطاعنا عن التواصل مع بعض..
المتصل: مرحبًا..أختي ريم كيف حالكِ؟
 ريم" هذا ليس صوت حبيبي" : مرحبًا بك..أنا بأفضل حال..
المتصل: معكِ الضابط عمر من الشرطة..أتمنى منكِ أن تأتي إلى المستشفى بسرعة الآن..
"ضابط ماذا يحدث..مستشفى ( حبيبي فارس)" وقالت له: ماذا هناك..ولماذا تكلمني بهاتف فــااااارس أخبرني ماذا حدث..؟؟
الضابط:أختي ريم لا أستطيع أن أتحدث معكِ أكثر..أتمنى منكِ أن تأتي إلى المستشفى القريب من محطة الوقود..
 ريم وبصوت قلق: حسنًا..أنا قادمة الآن..
الضابط:حسنًا..أنا أنتظرك.. إلــى اللقاء.
ريم "وبسرعة": إلى اللـقاء..
وبسرعة ذهبت إلى غرفتها وغيرت ملابسها وحملت حقيبتها وذهبت بسرعة إلى الشارع لكي تطلب لها تاكسي.. مكثتَ في الشارع ربع ساعة وهي تطلب من سيارات التاكسي أن تتوقف وتأخذنها إلى المستشفى..لم تستطيع التحمل والصبر أكثر..ذهبت إلى جارتها نيكول وطلبت منها أن أستخدم سيارتها..لم تمانع وأعطتها مفتاح السيارة وذهبت بسرعة إلى المستشفى وكنت تقود بسرعة 120 ووصلت هناك خلال سبع دقائق.. نزلت من السيارة وذهبت بسرعة إلى قسم الطوارئ.. لقد شاهدت الكثير من رجال الشرطة والناس هناك متجمعين..
رجل شرطة: أنتِ أكيد الآنسة ريم..!!
وبصوت حزين: نعم..أنا ما الذي يحدث هنا..
رجل الشرطة: تعالي هنا الضابط عمر ينتظرك..
ذهبت خلفه وكانت تنظر إلى رجل وامرأته يبكون بصوت خفيف جدًا .. وقلت في نفسي: ماذا يحدث هنا..؟!
وصلت إلى غرفة العمليات المركزة.. وقلت لنفسها: فاااارس .. حبيبي ماذا حدث له..لماذا هو في هذا المكان..
الضابط عمر: أهلا بك.. تفضلي معي إلى هذه الغرفة..
ذهبت خلفه..وكأن أحد يقودنها خلفه..شعرت بأن قدماها متجمدتان..وقلبها كان يدق بسرعة جدًا..
الضابط عمر: تفضلي بالجلوس..
"كانت تنظر إليه وهي خائفة" وقالت: شكـرًا لك..اخبرني لو سمحت.. ما الذي يحدث؟؟ أين هو فارس..؟!
الضابط عمر: يا آنسة ريم..أن فارس يحتاج لكِ الآن..
قالت لنفسها وهي منكسرة  ومتعجبة من كلام الضابط: " يحتاج لي الآن..لماذا بعد أن طردني أمام أصدقائه وشتمني وجعل مني أضحوكة للجميع يحتاج لي الآن بعد أن تركني وحيدة في هذه البلد الكبيرة وأنا لا أعرف غيره..لماذا الآن يريدني.. جعل مني لعبة بسيطة في يديه وتركني فقط لأنني قلت لها متى نتزوج.؟" ..
الضابط عمر: ريم..ريم هل تسمعينني..
" قطع لها تفكيرها": نعم أنا أسمعك.. اخبرني ماذا حدث لفارس..
الضابط عمر: فارس حدث له حادث وهو الآن في غرفة العمليات عندما كان يقود السيارة مع خطيبته......
" توقفت من الاستماع للضابط بعدما سمعت كلمة ( خطيبته) ماذا خطيبته.. فارس سوف يتزوج..متى حدث هذا.."
قالت للضابط: لا أظن أن فارس يحتاج لي الآن..لما لا تتصل بأحد أصدقاءه.. لا حاجت لي هنا..
الضابط عمر " أحسست انه أنصدم من طريقة كلامي": لماذا..؟ يا أخت ريم لقد طلب مني فارس قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات أن أتصل بك.. وإعطاني هاتفه لكي أتصل بكِ..
"قامت من الكرسي وتريد أن تخرج" فقلت له: أنا أسفه.. ليس لي علاقة بفارس..لماذا لا تكون معه خطيبته..هي الأقرب له..؟!
الضابط عمر: للأسف..لقد ماتت خطيبته..
" شعرت بالأسف لفارس..لكني لم تتخلى عن قراريها" فقالت له: الأفضل لك أن تتصل بأصدقائه أو بأهله..أنا لا أفيده بشيء..
خرجت من الغرفة وذهبت بسرعة إلى الخارج..لم تقدر أن تتقبل أن فارس لقد كان ينوي أن يتزوج بغيريها وأنه يحتاج لها الآن بعد أن أهان كرامتها أمام الناس الآن يحتاج لها..صحيح أن الدنيا تتغير من المستحيل أن تكون معه..هذا مستحيل، أنساني يا فارس مثل ما أنا أحاول أن أنساك..أنساني لا تتذكرني أرجــووووك..
{{ لقد نسيت أن أخبركم قصتها: هذه ريم عبد الله الكندي عمرها 22 سنة تسكن في الكويت،، يتيمة تدرس باكولوياس هندسة تخصص هندسة معمارية سافرت إلى الكويت منذ 4 سنوات كنت تسكن في سلطنة عُمان مع عمها .. لكن حدثت مشاكل كثيرة بعد موت أبي وأمي هي أبنتهم الوحيدة ليس لدي أخوات ولا أخوان..أراد عمها أن يزوجها من ابنه لكنها لم توافق فكل أحلامها أن أتخرج من الجامعة وتصبح مهندسة..بعد ذلك تفكر بالزواج لكنه أصر على قراره لأنها وحيدة ولا أحد معها وأنه يريد أن يكمل وصية أبو ريم بأن يحافظ عليها مثل ما يقول لكنها لم توافق أبدًا..قدمت لبعثه لدراسة في الكويت والحمد الله لقد تم قبولها ولقد هربت من المنزل بمساعدة من زوجة عمها وانقطعت إخبارها عنهم ولم تراهم من ذلك اليوم أو حتى تكلمهم.. لقد تعرفت على فارس في الجامعة..لقد تخرج قبلها لأنه أكبر منها بأربع سنوات..طلبت منه الزواج لكي يكون سند لها في هذه البلد التي لا أعرف أحد فيها ولهذا تركنها لأنها طلبت منه أن يتزوجها..الحمد لله لقد بقى لها سنتان وتتخرج من الجامعة وتعتمد على نفسه..هذه هي قصة ريم..وترقبوا كامل قصتها إلى النهاية.}}..
"مرت 3 أيام على هذه الحادثة..ولم توافق أبدًا للذهاب لفارس.."
(( في المستشفى..عند فارس))
سيف وماجد "أصدقاء فارس":السلام عليكم..
فارس "وبصوت خفيف": وعليكم السلام..
سيف: كيف حالك..؟ الحمد الله على السلامة..
فارس: الله يسلمك.. سيف أرجوك ساعدني..أحتاج لها الآن..
سيف بقلق: خير أن شاء الله.. من هذه التي تحتاج لها..؟؟!
فارس: ريـــــم..أريدها هنا معي.
ماجد: لكن ريم انقطعت علاقتها بك الآن يا فارس..
فارس: أعرف هذا أنا الغبي الذي تخليت عنها وطردتها أنا الغبي الذي تركتها لوحدها وهي وحيدة..لقد قلت للضابط أن يتصل بها وأن تأتي لكنها لم تزرني حتى أو سألت عني..
ماجد: سوف نحاول أن نتصل بها..ونخبرها أنك تريدها..
سيف: لا تقلق يا صديقي..سوف تأتي إلى هنا أن شاء الله..
فارس: أتمنى ذلك.. لكن لا تتأخروا علي أرجوكما..
ماجد: لا تقلق..سوف تأتي إلى هنا بأذن الله..
فارس: شكـرًا لكما..
(( ..في شقة ريم..))
كانت تتحدث مع نفسها: فــارس لو تعلم كم قد اشتقت لك وأريد أن أكون معك الآن..لكنك أنت الذي رفضتني ولم تعبرني،، حبيبي فاااارس أتمنى لك الشفاء العاجل..يا الله ساعده.
يرن هاتفي..أنه سيف..أصدقاءها من أيام الجامعة
ريم :"..مرحبًا..سيف"
سيف: أهلا ريم..كيف حالكِ..؟
قالت له: الحمد الله على كل حال..أنت كيف أخبارك..؟
سيف: بخيـر والحمد الله..ريم هل أنت مشغولة الآن..؟؟
قالت له: الآن..لا خير أن شاء الله..؟
سيف: أريد منكِ أن تأتي إلى المركز التجاري القريب من شقتكِ الآن ننتظركِ أنا وماجد تعالي إلى المقهى أتمنى أن لا ترفضي دعوتي..
ريم"شعرت أنه يريد أن يحدثني عن فارس": حسنا..ربع ساعة وأكون عندكم..
سيف: شكرًا لكِ..ننتظرك..إلى اللقاء يا ريم
 وبسرعة: إلـى اللقاء..
ذهبت إلى غرفتها وأخذت حقيبتها..وخرجت إلى خارج المنزل
(( في المقهى))
سيف: تلك هي ريم..يا ماجد
ماجد: نعم أنها هي..لقد تغيرت قليـلا..
سيف: ريــم..نحن هنا..
ذهبتُ إلى ماجد وسيف: أهـلا,, ماجد وسيف كيف حالكم..؟
سيف وماجد: أهلا ريم..الحمد الله نحن بخير..
فقالت لهما: "..لقد طال غيابكم كثيرًا..لم أراكم منذ مدة طويلة جدًا..".
ماجد: أنت التي أخبارك انقطعت عنا..من ذلك......
قطعت ريم ماجد عن الحديث "لا..أرجوك..لا تكمل كلامك.."
ماجد: أنا أسـف,, يا ريم..
فقالت: " لا بأس..حسنا..يا سيف اخبرني ماذا تريد مني..؟"
سيف:سوف نقول لكِ ماذا نريد منك..لكن أرجو منكِ أن تستمعي لنا كلمة كلمة إلى نهاية حديثنا..
شعرت بالحماس لكلامه فقالت له: تفضل أنت و ماجد..تكلما
سيف:حدث لفارس حادث وأنكسر عموده الفقري ولقد ماتت خطيبته وهي ابنة خالته لا تفكري أن فارس كان قد تمنى أن يتزوج غيرك لكن عندما أنتِ آتيتي إلى فارس وطلبتي منه أن يتزوجكِ كانت أمه تصر على أن يتزوج من أبنه خالته وكان يشعر بالضيق كيف يرضي أمه وهو لا يريد أن يترككِ لوحدكِ فقرر فارس أن يخبر أمه لا يريد أن يتزوج من أبنه خالته وأنه يحب فتاة أخرى وعندما أخبر فارس أمه ذلك غضبة أمه وتدهورت صحتها لأنها لم تأكل ولم تشرب حتى يوافق فارس على الزواج ببنت خالته وسقطت أمه فارس في المستشفى مريضة للأسبوع كامل وكان يشعر بالضيق ولم يستطيع أن يخبرك بذلك لأنه شعر بأن حبه لكِ هو سبب مرض أمه  وحدث ما حدث في لحظة غضب  ..وهو يحتاج لكِ الآن ويشعر بالندم لما حدث بالماضي..
ماجد: لقد أخبرنا الضابط بأنكِ رفضتِ الدخول عند فارس والجلوس معه..لماذا فعلتي ذلك يا ريم وأنت تعلمين أن فارس يحبك..؟
سيف: صدقيني أن فارس لا يمكنه أن يتخلى عنكِ مهما حدث..
ماجد: فكري جيدًا يا ريم قبل أن تقرري..فكري في فارس وفي حبكما الذي أستمر 4 سنوات..لا يهم ماذا قال عنكِ الشباب في ذلك اليوم فهم يعلمون أن فارس يحبك أكثر من أي شيء بهذه الحياة..لا تهتمي بهم والذي سوف يتكلم عنكِ سوف أقطع لسانه..ثقي بنا أرجوكِ لا يمكن لفارس أن ينتظر أكثر من ذلك..
سيف: حسنا..الآن نريد أن نعرف ما هو ردك يا ريم..؟؟!
"كانت تستمع لهم..ومندهشة كثيرًا لما أتكلم لمدة دقيقة ثم قالت لهما:
لم أكن أعرف أن فارس يحمل كل هذا في قلبه..أشعر بالأسف لفارس لأنه تأخر كثيرًا الآن بعد أن اعتزلت الحب وكرهت الشباب جميعًا وأنا الآن لا أقدر أن أثق بأحد لأن كل الذين أحبهم رحلوا عني وتركوني وحيدة وقالوا لي سوف نكون معك إلى الأبد لو لا قرار عمي القاسي لما جاءت إلى الكويت وتغربت لو لا موت أبي وأمي لما كنت هكذا الآن لو لا قراري لتغير حياتي لما صرت هكذا..كيف لي أن أكون مع فارس وهو الذي قال لي أرحلي عني..إذا كان هو من الأول لم يصارحني هل الآن سوف يكون صريح معي لا يمكنني أن أعيش مع إنسان لا يصارحني بشيء ويجرحني من وقت إلى أخرى..وإذا كان فعلا يريدني لماذا لم يتصل بي لماذا لم يأتي إلى الشقة أو إلى الجامعة لكي يعتذر ويبين موقفه صدقاني لو انه لو رجع من قبل سوف أسامحه ولا أعبر أحد لكني الآن تغيرت كثيرًا لم أعد ريم التي تعرفونها..لقد تغيرت.
ماجد:بعد الذي حدث بينكما سافر فارس إلى السعودية لمدة طويلة لكي يكون مع أمه وهو ولدها الوحيد كما تعلمين..وأظن أن أمه أصرت أن يتزوج ببنت خالته..لكن لا أعلم لماذا جاء مع خطيبته إلى الكويت..لقد شعر فارس أنه يخونك لذلك أنه لم يأتي لك لأنه سوف يكون مع فتاة أخرى غيرك لم يستطع أن يراكِ..
ريم"لم تغير قرارها فقالت لهما":آسـفة لا أستطيع ذلك..
سيف: أرجوكِ يا ريم
"قامت من الكرسي وقالت لهما":أنا أستأذن..سوف أذهب
خرجت من المقهى ودمعتها على خدها ولم تستطيع التخلي عن كبريائها.
ريم وهي تقول :(( مرت 5 أيام وأنا أبكي كثيرًا ولم أستطيع التوقف عن البكاء اشتقت إلى فارس وأريد أن أراه الآن..و في الليل الساعة الحادي عشر))
خرجت من الشقة وذهبت إلى الشارع وأخذت تاكسي وقلت للسائق بأن يأخذني إلى المستشفى بسرعة.. وعند وصولي إلى المستشفى لما أستطيع أن أمشي ، يمين أم يسار .. يسار أم يمين ..، كل الذي أعرفه أين هو فارس أحلامي .. وصلتُ إلى الغرفة التي يوجد فيها فارس . وفقت أمام الباب ولم أدخل.. فكرت هل أدخل أم لا .
فتحت الباب ودخلت إلى الغرفة. كانت الغرفة رائحتها كرائحة عطر فارس المفضل الذي دائمًا كنت أشمه ولا يمكنني أن أنسى هذا العطر الذي أعطيته إياه هدية مني بمناسبة عيد ميلاده.
دخلت ولقد كان فارس نائم وكأنه طفل صغير يحلم. كان وجهه أبيض وله أثار حمراء على خده وشفتيه ويوجد سواد تحت عينيه. لم يتغير كثيرًا منذ أن رأيته. آه يا فارس كم تدري بما أحمله لك في قلبي هذا الذي في صدري . حبيبي فارس اشتقت لك كثيرًا..
ذهبت إلى فارس ومسكت يده.. وقمت بالمسح عليها .. وسقطت دمعتي على يده . كم كانت يده باردة مثل الثلج.
وعندما كنت أبكي استيقظ فارس من نومه ونظر لي . كان يحاول أن يفتحه عينيه بصعوبة وكأنها ثقيلة جدًا عليه. كان يحاول أن يتكلم لكنني عندما رأيته قد استيقظ أردت الرجوع إلى البيت . حاولت الخروج من الغرفة لكنه أمسك بيدي بقوة وقال :
ريم .. أرجوك لا تخرجي أنني أحتاج لكِ كثيرا . ولا يمكنني أن استغنى عنكِ ، ريم أنا لم أحب أحد غيرك . أرجوكِ لا ترحلي بعيدًا ، أنني أفتقدكِ كثيرًا .. لماذا لا ترحميني..؟!
فقلت له : ربما الآن أنت تحتاج لي ، لكن بالأمس كنت مجرد فتاة عابرة لا معنى لها في حياتك .. دعني لقد اكتفيت بما حدث لي كله بسببك ..
فارس : أنا آســــف .. سامحيني
ريم : هه , كلمة متأخرة جدًا .
خرجت من الغرفة ولم أهتم بما كان يقوله لي , لآن الجرح الذي في داخلي أقوى من هذا كله ..
(( بعد مرور أسبوعين من الحادث خرج فارس من المستشفى .. وكنت أتمنى أن أكون بجانبه لكن كبريائي لم تسمح لي بذلك .. لا أهتم بمن لم يهتم لي -> قلتها وأنا على علم أن كل الكلام ليس من قلبي , بل هو مجرد كبرياء .. كنت أريد أن أقول له كلام كثير , لكني لم أحاول أن أذهب إليه وصديقه سيف دائما يحاول أن يتصل بي ويرسل لي رسائل وأنا لا أبالي به ..وبقيت على هذه الحال إلى شهر كامل تقريبا ))
في الجامعة ..
عبير : السلام عليكم
ريم : وعليكم السلام ورحمة الله
عبير : كيف حالك يا ريم ، لما هذا الحزن كله على وجهك
ريم [ ابتسمت بحزن ] : لا عليكِ أنا بخير ، أخبريني كيف هي أحوالك وكيف الدراسة معكِ ؟
عبير : الحمدلله بأفضل حال وكل شي على عال العال
ريم : دائما أن شاء الله .
{{ في ذلك الوقت كانت ريم تكتب رسالة على الورق تريد أن توصلها لفارس .. وتشعر بحزن كبير لا تستطيع البوح به }}
عبير : حسنًا يا ريم سوف اذهب الآن إلى المنزل هل سوف تذهبين معي ؟
ريم : لا ، سوف ابقى قليًلا وسأذهب في وقت لاحق ..
عبير : انتبهي على نفسـگ مع السلامة
ريم : أن شاء الله وأنتِ أيضا .. مع السلامة
[ خرجت عبير وبقت ريم وحدها تكتب الرسالة .. لكن في هذا الوقت كان في داخلها شعور قوي أن هذه الرسالة لن تصل لفارس ، بحثت عن سيف لكنها لم تجده .. وقالت لنفسها سوف ارجع للمنزل وغدًا أن شاء الله سوف أعطيه إياها .. خرجت ريم من الجامعة وركبت السيارة " وليتها لم تخرج " عندما كانت ترجع بالسيارة إلى الخلف اصطدمت بسيارة أخرى من الأمام .. رحــــــــلت نعم رحلت ريم وتناثر الدم في كل مكان .. رحلت الروح الطاهرة ، رحلت من كانت تتمنى أن تعيش بسلام في حياتها ، رحلت واجتمعت مع والدها وأمها  الذين رحلا منذ مده عنها ].
جاء الخبر لفارس مثل الصاعقة لم يصدق ما حدث ، شعر أن هذه مجرد حلم يحدث له ولا يمكنه أن يصدق أبدًا .. بالأمس خطيبته واليوم حبيبته !! صـدمت قوية عليه لم يستطيع أن يتحملها .. عندما كان يحققوا عنها وجود الرسالة وعرفوا ما قد كتب فيها وأعطيت لفارس وكان فيها :
(( حبيـبي فارس..
ربما الأيام التي جمعتنا كانت مجرد صدفة ، والفراق كل هو الشيء المحتوم لنا ..في هذه الرسالة سأكتب لك ما كنت لا أستطيع أن أبوحه له .. ربما الكلمات في الأوراق تكون أكثر صدقًا من البوح بها أمامكَ ..لما أستطيع أن أتحمل فكرة أنك أصبت في حادث وكم تألمت كثيرًا في تلك الليالي الماضية أتمنى أن تكون بأفضل حال الآن كل ما أريد أن أوصله لك هو أنني سامحتك وأتمنى لك الحياة السعيدة , مع شعوري القوي أن هذه الأيام هي أخر أيام لي وأخر لحظات أنفاس يمكن أن أستنشقها ..الموقف الذي حدث لي سابقًا كان مؤلم جدًا ، لم أستطيع أن أنسى كل ما حدث لكن بعدما علمت بالحقيقة سامحتك وعذرت موقفك ولك الحق بما فعلته لكن قلبي هو الذي يلام لآنه تعلق بشي ليس له ,, في النهاية لا يسعني أن أقول سوى حفظك الله لأهلك وأحبابك أني لن أنساك ابدًا ..مع السلامة ))
قرأ فارس الرسالة ونزلت دموعه وقال في داخله " الحمدلله .. وأنا أيضا لن أنساكِ يا حبيبتي" لانه عرف انها رحلت وقد سامحته
أستمر فارس في حياته وبقى على بقايا ذكريات ريم ولم يتزوج من أحد وعاش حياة الوحدة طول حياته..
همسة أخيرة أحب أن اضيفها للقصة :
بعد خمس سنين مرت  بالسوق شفته..
صدفه جابتني لدربه من بعد خمسة سنين..

والله إني من سمعته كلم البايع عرفته..
إلتفت بلهفة اللي حيل مضنيها الحنين..

لكن الصدمه عظيمه شايلن بيديه بنته..
ومعه أم البنت تمشي شابكه فيه اليدين..

وقتها دارت بي الدنيا وحزني ما احتملته..
حارت دموعي وأواسي نفسي: يا ريم ; اليقين..

وصرت أفكر يعني يعرفني مثل ما أنــا عرفته..
وإلا ناسي قلبي اللي مارضى بغيره ضنين ..

دق جواله ونزل من على الاحضان بنته ..
وخثعت بنته ونادى: ريم لا لا توقعين..

قمت أناظرها ودمع احتار بعيوني ذرفته ..
استوت هالدنيا عندي عادي لو موتي يحين..

انحنيت أبوس ريم وخدها الايمن لمسته..
التفت لي وقال لي: ياهيه فيها وش تبين..

قمت أتجاهل واسوي نفسي كني ماسمعته..
قال: يااختي ابعدي عنها ولاتستهبلين..

ويوم قرب لي, بعيني من ورا البرقع خزرته..
وإنكسر صمتي وقلت: الله على الدنيا يعين..

طاح جواله, تلعثم قال: أنا بحلمن حلمته..
وإلا واقع فهميني ليه عني تبعدين..

ليه عني ماسألتي وأنا هذا الكون بعته..
لجل عينك ياعيوني وما أظنك تجهلين..

أنا من بعدك يا ريمي حتى طاري العرس عفته..
ناظري فيني وشوفي كيف من بعدك حزين..

والله إني ما أنام إلا وماضينا ذكرته..
أنتي وحدك من جعلتي قلبي القاسي يلين..

أقسم بربي غلاك بيوم ماعمري جحدته..
ماإلتفت لبنت غيرك ما سمعت العاذلين..

ماسهجت دروب غيرك دربك اللي بس سهجته..
وش أسوي لجل ياروحي كلامي تصدقين..

حتى شوفي هذي أختي تشهد بصدق اللي قلته..
وهذي طفلتها على اسمك اسمها وتستاهلين..

صدقيني مانسيتك حبك الصادق حشمته..
حتى حرف الراء منك باقي له بإذني رنين ..

قلت: ماجد, قال: سمي, قلت: أنا والله صنته..
حبك اللي كان أصفى من ورود الياسمين..

كم طلبني واحداً غيرك وأنا لجلك رفضته..
وكم تحملت الغثاء واسمع شماتة شامتين..

وكم لجل عينك بكيت وحتى ليلي لك سهرته..
حيل ذابحني غيابك وفرحوا بي الحاسدين..

وأنت تدري بأن حبي ماأبالغ لو وصفته..
بأنه أصدق حب يحصل في حياة الصادقين..

قال لي: يا ريم ربي يشهد بدمع.ن نثرته..
ويشهد إني وافي لحبك ولاسرارك أمين..

إرجعي لأبوك قولي: نصفي الثاني وجدته..
واحتريني جايباً مهرك ودبله باليمين..

إبتسمت وقلت في نفسي حرام إني ظلمته..
ثم طلعت من المحل والفرحه بعيوني تبين..

وقمت أتمتم في طريقي: هذي أخته,هذي أخته..
وَآآه يازين الوفاء لاصار بين العاشقين

{{.. أفتح لنفسي أبــواب كثيرة ، لكي أعلم أن الحياة لا تكون أبدًا مع اليأس واليأس لا يكون مع الحياة..لهذا أنا أكتب لأن الكتابة لقد امتلكتني وليس أنا من امتلك الكاتبة..}}
رقية النبهانية ..